Sciences du Patrimoine

Sciences du Patrimoine

طلبة التنشيط في قلب صناعة الحدث

 

 

 

 

طلبة التنشيط في قلب صناعة الحدث

 

 

إعداد: محمد الحبيب الخضراوي : أستاذ العلوم الثقافية


 

      طلبة التنشيط الشبابي والثقافي ببئر الباي يختارون التحدي لكسب رهانات الوضع الحالي التي تعيشه البلاد التونسية إثر الثورة وأثناء مساراتها الجارية. هؤلاء الطلبة الذين غامروا بانجاز مشاريع تنشيطية كسروا حواجز عديدة وتخطوا صعوبات وأثبتوا أن التنشيط ممارسة في قلب الحدث الاجتماعي والسياسي وأن هذه الممارسة ليست في محل الزائدة التي يمكن الاستغناء عنها أثناء السلم والأزمات مثلما أن هذه الممارسة لها من الشرعية الاجتماعية ما يؤهلها لأن تستقطب اهتمام الشباب والأطفال ويلتف حولها شرائح هامة من الفئات الاجتماعية لذلك فإن حضورها متأكد في الوعي الفردي المحلي والوطني بالرغم من التشويش الذي يلحقها من جهات عديدة متأتية من الداخل والخارج على السواء.

 

     فلا إدارة المعهد العالي للتنشيط شجعت هذه الممارسة ووفرت لها مقومات النجاح ولا حتى تركتها وشأنها حيث عمدت الإدارة أولا إلى إلغاء المشروع التنشيطي بالمجلس العلمي تحت دعوات مختلفة ومنها أن القانون البيداغوجي بالوزارة لا يسمح، وبعد ضغط نسبي تراجعت الإدارة وتركت الأمر كاختيار حر للطلبة بشرط أن لا يثقل كاهلها باستحقاقات ، ثم شجعت في مقابل ذلك الطلبة على انجاز تربص ميداني لا تتوفر فيه أدنى شروط المتابعة البيداغوجية والعلمية من أساتذة المعهد بما يهدد الممارسة ككل ويضعها دون رقيب علمي.

 

 

 

 

(مشروع تنشيطي بالشابة من ولاية المهدية حول الثورة التونسية: مارس 2011: صورة 1-2-3)

 

 

 

 

 

 

 

( صورة 4-5-: مشروع تنشيطي حول الألعاب الشعبية بنابل: مارس 2011)

 

 

 

 

    ومثلما أن إدارة المعهد سعت وتسعى جاهدة للتخلص من كل شكل لتطوير التنشيط في مقارباته العلمية وممارساته الميدانية ومنظوماته البيداغوجية لتجعل منه مجرد مادة تدرس بين الجدران بقوالب علمية كلاسيكية، وبيبداغوجيا إلقائية ، فإن أطرافا أخرى في إطار رهاناتها الخاصة سارعت بالحكم على منظومة التكوين بالمعهد وقفزت فوق الشروط الموضوعية لتجويد الأداء وتطوير المردود والتخلص من السلبيات، ولما تخلت عن مسؤوليتها في المرافقة استسهلت الحكم واعتبرت أن الشهادة النهائية هي بمثابة الشهادة البائسة التي لا تلبي احتياجات المهنة. هذا الهروب إلى الأمام يؤكد تخلي هؤلاء عن الدور في الشراكة الفعلية لا الشراكة المصلحية، والتخلي عن النقد الذاتي لمنظومة التنشيط في التشغيل التي حاكها هؤلاء على مقاساتهم وبالرجوع إلى رموز إدارية وحزبية هزيلة في الأداء وفي النجاعة وفي النزاهة وتم في هذا الإطار الإقصاء المتعمد للأساتذة الجامعيين الذين تتوفر فيهم مقاييس العلم والتجربة الميدانية وظلت منظومة التنشيط مسقطة على الواقع فلاقت صدا من أصحاب المهنة ذاتهم فضلا عن الشباب الذي ظل عازفا عن ارتياد تلك المؤسسات نتيجة الخلط المتعمد في تلك الرهانات غير النزيهة.

 

 

            لا يمكن حسب رأيي رسم خطة منظومة التنشيط دون الوعي بالشروط الموضوعية للتطوير ودون قراءة تجربة مسارات الأطراف المتدخلة إن في التكوين أو في التشغيل أو في التقييم أو أطراف المجتمع المتعددة الذين لهم دور في صياغة أدوار مؤسسات التنشئة ومؤسسات الوقت الحر داخل المجتمع.

 

      وحتى تتوضح هذه المنظومة وتتعاقد الأطراف الاجتماعية على أدوارها لا سيما بعد الثورة، فإن الطلبة  يخوضون تجربتهم بكل جدية ويثبتون ميدانيا أنهم قادرون على تحدي مختلف الصعوبات وينتجون من داخل الوضعية ما يحقق أهدافا ترتقي بمشاريع الشباب والأطفال وغيرهم من الفئات وتلبي احتياجاتهم من العيش المشترك والتوق إلى الحرية والإبداع.



23/03/2011
0 Poster un commentaire
Ces blogs de Politique & Société pourraient vous intéresser

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 8 autres membres